فأمرَ سبحانه نبيَّه وأتباعَه بالاستعاذة بربوبيته التامَّة الكاملة من هذين (١) الخَلقين العظيم شأنُهما في الشرِّ والفساد.
والقلبُ بين هذين العدوين، لا يزال شرُّهما يطرقه وينتابه. وأول ما يدِبُّ فيه السُّقم من النفس الأمارة من الشهوة وما يتبعها من الحُبِّ والحِرص والطلب والغضب، وما يتبعُه من الكِبر والحسد والظلم والتسلط. فيعلم الطبيبُ الغاشُّ الخائنُ بمرضه، فيعوده، ويصِفُ له أنواعَ السموم والمُؤذيات، ويُخَيِّل إليه بسحره (٢) أنَّ شفاءَه فيها. ويتفق ضعفُ القلب
(١) ما عدا (أ، ق، غ): «من شرِّ هذين». (٢) (أ، ق، غ، ن): «سحره».