كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

من المولد الشريف إلى نزول الوحي - ختان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ج: 1 - ص: 79

قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مِنْ كَرَامَتِي عَلَى رَبِّي أَنِّي وُلِدْتُ مَخْتُونًا ولَمْ يَرَ أَحَدٌ سَوْأَتِي" (١).

ورَوَى ابنُ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَخْتُونًا مَسْرُورًا (٢)، قَالَ: فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ المُطَّلِبِ وحَظِيَ عِنْدَهُ، وَقَالَ: لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ (٣).

قَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: ولَيْسَ إسْنَادُ حَدِيثِ العَبَّاسِ هَذَا بِالقَائِمِ (٤).

وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ حَدِيثِ العَبَّاسِ: وهَذَا الحَدِيثُ في صِحَّتِهِ نَظَرٌ. . .، وقَدِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ صِحَّتَهُ، لِمَا وَرَدَ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ حتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ، وفي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ (٥).

وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: ويُقَالُ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا، ورُوِيَ في ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، ذَكَرَهُ أَبُو الفَرَجِ ابنُ الجَوْزِيِّ في "المَوْضُوعَاتِ"

---

(١) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ١٥٤) - والحلية - رقم الحديث (٣٠٢٦) وانظر ضعيف الجامع للألباني رَحِمَهُ اللَّهُ - رقم الحديث (٥٣١٠) - والسلسلة الضعيفة للألباني رَحِمَهُ اللَّهُ - رقم الحديث (٦٢٧٠).
(٢) أي مَقْطُوعُ الحَبْلِ السِّرِّي.
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبَّقَات الكُبْرى (١/ ٤٨) - وانظر السلسلة الضعيفة للألباني رَحِمَهُ اللَّهُ - رقم الحديث (٦٢٧٠).
(٤) انظر الاستيعاب (١/ ١٥١).
(٥) انظر البداية والنهاية (١/ ٦٦٨).