أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَفَسِير، بابُ:"وما يُهلكنا إلاَّ الدَّهرُ"(٦/ ٤١)، وفي الآداب، باب لا تَسبُوا الدَّهر (٧/ ١١٥)، وفي التَّوْحِيد،
(١) قوله:" يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ" قال في تيسير العزيز:"قوله:" يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ بِسبِّ الدَّهْرِ":فيه أن سبَّ الدَّهر يُؤذي اللهَ تَبارك وتَعالى، قالَ الشَّافعيُّ: في تَأويله واللهُ أعلمُ" إنَّ العَربَ كانَ من شَأنها أن تَذمَّ الدَّهرَ وتُسبَّه عند المَصائب التي تنزل بهم من مَوت أو هَرَمٍ أو تَلفٍ أو غير ذلك، فيقُولونَ: إنَّما يُهلكنا الدَّهرُ، وهو اللَّيلُ والنَّهارُ، ويقُولُونَ: أصابتُهم قَوارعُ الدَّهر، وأبَادَهُم الدَّهرُ، فيجعلُون اللَّيل والنَّهار يفعلان الأشياء، فيذمُون الدَّهرَ بأنَّهُ الذي يفنيهم ويفعلُ بهم، فقال رسُولُ الله صَلى اللهُ عليه وسَلَّمَ:"لا تَسبُّوا الدَّهرَ" على أنه الذي يفنيكم، والذي يفعلُ بكم هذه الأشياء، فإنَّكُم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء، فإنما تسبُون الله تبَارك وتَعالى فإنَّه فاعلُ هذه الأشياء ". انظر: تَيسير العزيز شَرح كتاب التَّوْحِيد (١/ ٥٤٤). (٢) قوله:"وَأَنَا الدَّهْر"، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَا صَاحِب الدَّهْر وَمُدَبِّر الأُمُور الَّتِي يَنْسُبُونَهَا إِلَى الدَّهْر، فَمَنْ سَبَّ الدَّهْر مِنْ أَجْل أَنَّهُ فَاعِل هَذِهِ الأُمُور عَادَ سَبّه إِلَى رَبّه الَّذِي هُوَ فَاعِلهَا". انظر: فتح الباري (٨/ ٥٧٥)، وشرح النَّوويِّ (١٥/ ٣).