وَقد ذَكر ابن الهمام (٣): أن مَن فتح قَلعَة مِنْ بلاد أهل الكفر وَكَانوا ألُوفاً مُجتَمَعة، وَيقال إن فيهم وَاحِداً مِنْ أهل الذمة لاَ يَجُوز قتلهم على العُموم.
[مسألة سلطان الزمان]
وَأغرب مِنْ هَذَا أن بَعْضَ العَوام يسمّونَ سُلطاَنهم عَادلاً، وَقد صَرح عُلماؤنا مِنْ قبل هَذا الزمَان أن مِنْ قالَ سلطان زمَاننِا عادلاً فهو كافر، نَعَمْ هُو عَادِل عَن الخلِق [٩/أ] كَمَا قَالَ تعَالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} وَقد ظهرَ الفسَاد في البر وَالبَحر بما يَعملونَ، ولكن (٤) قَد وَردَ: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ)) روَاهُ الشيخان عَن المغيرة (٥).
(١) في (م): (يقتل). (٢) في (د): (في). (٣) هو محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد الأسكندراني الحنفي، كمال الدين المعروف بابن الهمام، كان عارفاً بالأصول والتفسير والفرائض، وفاته سنة ٨٦١هـ. الضوء اللامع: ٨/ ١٢٧؛ شذرات الذهب: ٧/ ٢٢٤. (٤) في (د): (ولكن). (٥) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ٣/ ١٣٣١، رقم ٣٤٤١؛ صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تزال طائفة من أمتي: ٣/ ١٥٢٣، رقم ١٩٢١.