ثُمَّ لَمَّا خُصَّ الزَّائِغُونَ بِكَوْنِهِمْ يَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ، ولم يوصف الراسخون بذلك؛ دل على (٤) أَنَّهم لا يتبعون تأَويله؛ أَي: مآله؛ يريد طلب معناه؛ ليحكموا به على مقتضى أَهوائهم في طلب الفتنة (٥) أَيضاً (٦). فإِن تأَوّلوه فبالرَّد إِلى المحكم، فإن (٧) أَمكن حمله على المحكم بمقتضى القواعد؛ فهو (٨) الْمُتَشَابِهُ الإِضافي لَا الْحَقِيقِيُّ، وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ نَصٌّ عَلَى حُكْمِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلى الرَّاسِخِينَ، فَلْيَرْجِعْ عِنْدَهُمْ إِلى الْمُحْكَمِ الَّذِي هُوَ أُمّ الْكِتَابِ. وإِن لَمْ يتأَوَّلُوه فَبِنَاءً عَلَى أَنه مُتَشَابِهٌ حقيقي، فيقابلونه بالتسليم
(١) سورة آل عمران: الآية (٧). (٢) المُنَّة: القُوَّة. "لسان العرب" (١٣/ ٤١٥). (٣) قوله: "الدليل" ليس في (خ) و (م). (٤) قوله: "على" من (ر) فقط. (٥) من قوله: "ولم يوصف الراسخون" إلى هنا سقط من (خ) و (م). (٦) في (خ) و (م)، بعد قوله: "أيضاً" زيادة: "علم أن الراسخين لا يتبعونه". (٧) في (خ) و (م): "بأن". (٨) في (خ): "فهذا".