وقد احتجّ به غير واحد من أئمة الزّيديّة -منهم الإمامان أبو طالب, والمنصور بالله- ووجه الحجّة فيه: أنّ التّحليف والتّهمة إنّما يكون لمجهول الحال, أو من هو شرّ منه من المخبورين بقلة أهل الإسلام في ذلك الزّمان.
الأثر السادس: حديث الجارية السّوداء راعية الغنم التي أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعرّف إيمانها, ويختبر إسلامها, فقال لها:((من ربّك)) فأشارت, أي: ربها الله. فقال لها:((من أنا؟)) قال: رسول الله. قال - عليه السلام -: ((هي مؤمنة)) , والمؤمن مقبول. وقد وصف الله رسوله بتصديق المؤمنين في قوله تعالى: ... {وَيُؤمِنُ لِلْمُؤمِنِينَ}[التوبة:٦١].
وحديث الجارية هو ثابت في ((صحيح مسلم)) (٢) رواه الشّافعيّ (٣) عن مالك (٤) ذكر ذلك ابن النّحويّ في ((البدر المنير)) و ((الخلاصة)) (٥).
الأثر السابع: حديث عقبة بن الحارث المتفق على صحّته وفيه
(١) (١/ ١١). (٢) برقم (٥٣٧) واللفظ في المصادر:» أين الله؟ قالت في السماء «. (٣) في ((الرسالة)): (ص/٧٥). (٤) في ((الموطأ)): (٢/ ٧٧٦ - ٧٧٧). (٥) (٢/ ٢٣١).