السابعة: قال: «وصف (٢) الماء بالمالح، مع أن الماء لا يوصف به، وفي القرآن:{مِلْحٌ أُجَاجٌ} وأما المالح فيوصف به نحو السمك».
أقول: المعروف عن الأصمعي ومن تبعه أنه لا يقال لا في الماء ولا في السمك. وذكر ابن السِّيد في «الاقتضاب»(ص ١١٦)(٣) ذلك، ثم نقضه بعدة حجج، ثم قال:«وحكى علي بن حمزة عن بعض اللغويين أنه يقال: ماء مِلْح، فإذا وصف الشيء بما فيه من الملوحة قلت: سمك مالح، وبقلة مالحة. قال: ولا يقال: ماء مالح، لأن الماء هو الملح بعينه. وهذا قول غير معروف، وهو مع ذلك مخالف للقياس؛ لأن صفة الماء بأنه مالح أقرب إلى القياس من وصف السمك، لأنهم قالوا: مَلُحَ الماءُ وأملَحَ، فأسندوا إليه الفعل كما يسند إلى الفاعل. ولم يقل أحد: مَلُحَ السمكُ. إنما قالوا: ملَحتُ السمكَ إذا جعلت فيها الملح» ثم قال: «وأنشد أبو زياد الأعرابي قال: أنشدني أعرابي فصيح:
(١) عجز بيت لأبي نُخَيلة. وصدره: «برّيّة لم تأكل المرققا». انظر: «الشعر والشعراء»: (٢/ ٦٠٢) و «الجمهرة» (ص ١٣٢٩). (٢) كذا وفي «التأنيب»: «ووصفه». (٣) (٢/ ٢٢٣ - ٢٢٥ - ط السقا وحامد عبد المجيد).