٣٣٩٩٨ - حدثنا أبو أسامة (قال: حدثنا)(١) سليمان بن (المغيرة)(٢) عن حميد بن هلالى قال: قال جندب: قال حذيفة: لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرار، قال: وكان طريقهم على إبراهيم ﵇ قال: فأتوا إبراهيم، قال: فلما بشروه بما بشروه قال: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ [هود: ٧٤]، قال: وكان مجادلته إياهم أنه قال: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكوهم؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كان فيها أربعون؟ قال: قالوا: لا، حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة -حميد شك في ذلك- قال:(قالوا)(٣): فأتوا لوطا وهو يعمل في أرض له، قال: فحسبهم بشرًا، قال: فأقبل بهم خفيا (حين)(٤) أمسى إليه أهله، قال: فمشوا معه فالتفت إليهم، قال: وما تدرون ما يصنع هؤلاء؟ قالوا: وما يصنعون؟ فقال: ما من الناس أحد هو أشر منهم؟ قال: فلبسوا (أداتهم)(٥) على ما
⦗٤٩٦⦘
قال ومشوا معه، قال: ثم قال مثل هذا، فأعاد عليهم مثل هذا ثلاث مرار، قال: فانتهى بهم إلى أهله، قال: فانطلقت امرأته العجوز عجوز السوء إلى قومه فقالت: لقد تضيف لوط الليلة رجالا ما رأيت رجالا قط أحسن منهم وجوها ولا أطيب ريحًا منهم، قال: فأقبلوا يهرعون إليه (حتى دافعوه)(٦) الباب حتى كادوا يغلبونه عليه، قال فأهوى ملك منهم بجناحه، (قال)(٧): فصفقه دونهم، قال: وعلا لوط الباب و (علوه)(٨) معه، قال: فجعل يخاطبهم ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾، قال: فقالوا: ﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ﴾ قال: فقال: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ قال: قالوا: ﴿يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ﴾ قال: فذاك حين علم أنهم رسل اللَّه، ثم قرأ إلى قوله: ﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ [هود: ٧٨ - ٨١]، قال: وقال ملك، فأهوى يحناحه هكذا -يعني شبه الضرب، (فما)(٩) غشيه أحد منهم تلك الليلة إلا عمي، قال: فباتوا بشر ليلة عميانا ينتظرون العذاب، قال: وسار بأهله (١٠)، قال: استأذن جبريل في هلكتهم فأذن (له)(١١) فاحتمل الأرض التي كانوا عليها، قال:(فألوى)(١٢) بها حتى سمع أهل سماء الدنيا (ضغاء)(١٣) كلابهم، قال: ثم قلبها بهم،
⦗٤٩٧⦘
قال: فسمعت امرأته -يعني لوط ﵇(١٤) الوجبة وهي معه (فالتفتت)(١٥) فأصابها العذاب، قال: وتتبعت (سفارهم)(١٦) بالحجارة (١٧).
(١) في [أ، ب، هـ]: (عن). (٢) في [ب]: (مغيرة). (٣) سقط من: [أ، ب، هـ]. (٤) في [هـ]: (حتى). (٥) في [م، هـ]: (آذانهم). (٦) في [هـ]: (فدافعوه). (٧) سقط من: [جـ، م]. (٨) في [هـ]: (علوا). (٩) في [ب، جـ]: (فلما). (١٠) في [هـ]: زيادة (حتى). (١١) سقط من: [أ، ب، م]. (١٢) في [هـ]: (فأهوى). (١٣) في [هـ]: (صغاء). (١٤) سقط من: [م]. (١٥) في [ب]: (فالتفت). (١٦) في [أ، ب]: (بنارهم). (١٧) صحيح؛ أخرج بعضه ابن أبي حاتم في التفسير (١١٠٣٧) و (١١٠٥١)، وابن قتيبة في غريب الحديث ٢/ ٢٦٠، وابن جرير ١٢/ ٨١، وفي التاريخ ١/ ١٧٨، وعبد الرزاق في التفسير ٢/ ٣٠٧.