أعيتهم مسألة عويصة، سأله القاضي هل يذكرها؟ قال: نعم، في كتاب كذا من المبسوط، في باب كذا - آخر مسألة منه، أو كما قال؛ فطلب منه الكتاب، فإذا بها كما ذكر!
قال غيره: وعلى أبي عمر دارت الفتيا بالأندلس أجمع إلى أن هلك، وكان في ذريته [١] فيما جرى على يديه أحد العجائب، وكان ثقابًا [٢] في ذهنه وفطنته، لطيف الحيلة في الإصلاح بين الناس.
قال أحمد بن ليث: كان أبو عمر [٣] من أهل الحفظ والفهم الثاقب، مع الذكاء والفطنة، وحدة الذهن؛ حتى كان يشبه بإلياس بن معاوية ونظرائه، ظهر له من ذلك في فتاويه أمور عجيبة!
قال القاضي أبو الفضل ﵁: وعظم قدر أبي عمر بالأندلس كلها، وصار مفتيًا [٤] لجميع [٥] قضاتها وحكامها فيما اختلفوا فيه؛ ودعاه ابن أبي عامر إلى تقلد قضاء الجماعة مرتين، إحداهما عند وفاة ابن زرب، والأخرى عند عزل ابن برطال بعدها [٦]؛ فأبى من ذلك في المرتين أشد إباء، وأغلظ القسم أن