وذكر الحافظ السيوطي في «لقط المرجان»(١) حديث عثمان بن صالح، عن عمرو بن طلق الجني؛ ثم قال: قال الحافظ ابن حجر: في «إصابته»(٢): عثمان بن صالح مات سنة تسع عشرة ومائتين، فإن كان الجني الذي حدثه بذلك صدق، فيحمل الحديث الذي في الصحيح الدال على أن على رأس مائة سنة من العام انتقل فيه النبي ﷺ لا يبقى على وجه الأرض أحد ممن كان عليها حين المقالة المذكورة على الإنس دون الجن، وقد ألغزت في ذلك فقلت:
قولوا لحفاظ الحديث ومن هم … نجم الهداية عمدة الإسلام
هل تعرفون من الصحابة من روى … خبرا جليا عد في الأحكام
وحياته جازت على المائة التي … فيها انقراض الصحب والأعلام
ذكر اسمه وأبوه في مرويه … أكرم به من صاحب ضرغام
وروى لدا المائتين ما قدمته … فرواه أي مخرج علام
كلا ولم ينكره خبر حافظ … كلا ولا ساموه قدح علام
مع قدحهم في كل ذاكر صحبة … من بعد قرن أول الإسلام
وبهذا التقدير يقع في الأحاديث السالفة ما هو عشاري لنا، ووقع لنا ما هو ثلاثي، بيننا وبين النبي ﷺ فيه ثلاثة.
ثم قال:(٣) وقول الحافظ ابن حجر في حديث عثمان بن صالح: فإن كان الجني الذي حدثه بذلك صدق … يدل على أنه يتوقف في رواية الجن، لأن شرط الراوي العدالة والضبط، وكذا مدعى الصحبة شرطه العدالة، والجن لا تعلم عدالتهم؛ مع أنه ورد الإنذار بخروج شياطين يحدثون الناس.