للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في آثار كثيرة إخبارهم عن بعضهم بأنه من الصحابة كما سيأتي بعض ذلك مما فيه روايته.

وقال ابن أبي الدنيا في «الهواتف»: (١) حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي، ثنا مطلب ابن زياد الثقفي، ثنا أبو إسحاق أن ناسا من أصحاب النبي كانوا في سفر لهم وأن حيتين اقتتلتا، فقتلت إحداهما الأخرى، فعجبوا من طيب ريحها وحسنها، فقام بعضهم فلفها في خرقة ثم دفنها، فإذا قوم يقولون: السلام عليكم [السلام عليكم] (٢) - لا يرونهم - إنكم دفنتم عمرا، إن مسلمينا وكفارنا اقتتلوا فقتل المسلم الذي دفنتم وهو من الرهط الذين أسلموا مع النبي .

ورواه ابن سلام (٣) من طريق أبي إسحاق السبيعي أيضا، فقال: عن أشياخه، عن ابن مسعود، أنه كان في نفر من أصحاب رسول الله يمشون فرفع لهم إعصار - أي ريح ترتفع بتراب -، ثم جاء إعصار أعظم منه ثم انقشع فإذا حية قتيلة، فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه وكفن الحية ببعضه ودفنها؛ فلما جن الليل إذا امرأتان تسألان أيكم دفن عمرو بن جابر؟ فقلنا: ما ندري من عمرو بن جابر، فقالتا: إن كنتم ابتغيتم الأجر فقد وجدتموه، إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين فقتل عمرو وهو الحية التي رأيتم، وهو من الذين استمعوا القرآن من رسول الله ، ثم ولوا إلى قومهم منذرين.

وقال ابن أبي الدنيا: (٤) حدثنا الحسن بن جهور، (٥) حدثني ابن أبي إلياس، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه، عن معاذ بن عبد الله بن معمر، قال: كنت


(١) «الهواتف» لابن أبي الدنيا ص ٤٦.
(٢) هكذا كررت بخط المؤلف وليس كذلك في النسخة المحققة من «الهواتف». لذا وضعتها بين معقوفتين.
(٣) عزاه لابن سلام كل من القرطبي في «تفسيره» ١٦/ ٢١٤، والشبلي في «آكام المرجان» ص ٧٢، وأسنده ابن زمنين من طريق يحيى بن سلام، عن الصلت بن دينار، عن حبيب بن أبي فضالة، عن عوف بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود به.
(٤) «الهواتف» ص ١٢٧.
(٥) وفي بعض النسخ «الحسن بن جمهور».

<<  <   >  >>