جامع قوصون وشئ فى الصليبة وشئ فى قناطر السباع، وخوزق منهم جماعة وقطع أيديهم وأرجلهم. وأشيع أن سبب ذلك أن جماعة من الأنكشارية قصدوا أن يقتلوا ابن عثمان لما كان بالمقياس، فاستدرك فارطه وتحوّل إلى بيت ابن السلطان قايتباى الذى خلف حمّام الفارقانى، وصار يقبض على من كان سببا لإشاعة قتله.
وفيه حضر الريّس سلمان العثمانى الذى كان قد توجّه صحبة المراكب التى (١) كان أرسلها السلطان الغورى إلى الهند، فلما حضر أشيع أن الريّس سلمان هو الذى أغرق حسين نائب جدّة، وكان بينهما عداوة من أيام الغورى، فلما مات الغورى ظفر سلمان بحسين وقتله عن ما قيل. ولما حضر الريّس سلمان أحضر صحبته جماعة من الفرنج الذين (٢) كان أسرهم من بحر الهند ممن كان يتعبّث به، ويقطع الطريق على مراكب التجار الذين (٢) يمرّون من هناك. وأشيع أن الريّس سلمان وحسين نائب جدّة كانا فتحا عدة بلاد بالهند من بلاد الشيخ عامر، وغنموا منها أموالا جزيلة لا تحصى، هم والعسكر الذى توجّه صحبتهما فى أيام السلطان الغورى، وهم من عسكر الطبقة الخامسة التى (١) كان قد جدّدها (٣) الغورى فى أيامه.
وفى يوم السبت ثانى عشر شعبان كان يوم النوروز، وهو أول السنة القبطية، سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة. - وفيه أشيع أن ابن عثمان أرسل إلى خاير بك الذى قرّره فى نيابة السلطنة صنجقا، وتحقق أنه نائب السلطنة عوضا عن يونس باشاه، وكان ابن عثمان قرّره فى نيابة السلطنة قبل ذلك. وفيه عرض ابن عثمان عسكره بالميدان الذى تحت القلعة وهم لا بسون زرديات وفى أيديهم الرماح والأتراس، وأشيع سفره أواخر الشهر إلى إسطنبول.
وفى يوم الثلاثاء رابع عشره وقفت جماعة من جماعة الوالى على أبواب المدينة، وصاروا يقبضون على من يدخل من الباب ومن يخرج منه من العوام وغيرها، فإذا قبضوا عليهم يضعونهم فى الحبال، فصاروا يقبضون على الناس (١٠٧ آ)(٤)
(١) التى: الذى. (٢) الذين: الذى. (٣) جددها: تجددها. (٤) ١٠٧ آ: كتب المؤلف ما يأتى على الورقة رقم ١٠٦ التى ألصقت فى الأصل -