للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ماس غصن فى الرياض وغرّدت … أطياره عند النسيم إذا سرا

انتهى ذلك.

وفى شعبان المكرم كان مستهلّ الشهر يوم الأربعاء، ففى ذلك اليوم أشيع أن شيخ العرب أحمد بن بقر لما رأى أن السلطان سليم شاه قبض على حسن بن مرعى شيخ عربان البحيرة وسجنه بالبرج، فخاف على نفسه وخرج من القاهرة على حين غفلة وتوجّه إلى جهات الشرقية ولاقته العربان، ولو تكاسل يوما آخر لقبض عليه ابن عثمان وسجنه كما قد فعل بحسن بن مرعى. - وفيه أشيع أن جماعة من العثمانية قتلوا أميرا من أمراء ابن عثمان وهو نائم على فراشه، وكان صاحب صنجق، ولم يعلم ما سبب ذلك، وقيل قبضوا على من فعل ذلك من العثمانية، وشنق منهم جماعة ممن فعل ذلك. - وفيه أشيع أن السلطان سليم شاه بدا له أن يعزل يونس باشاه من نيابة السلطنة بمصر، ويولّى ملك الأمراء خاير بك عوضا عنه، وذلك لأمر قد عنّ له. - ومن الحوادث أن ابن عثمان لما سكن فى بيت الأشرف قايتباى المطلّ على بركة الفيل، فلما جرى الماء فى الخليج الحاكمى، أمر بسدّ الخليج من عند قنطرة عمر شاه حتى تمتلئ بركة الفيل بالمياه بسرعة.

وفى يوم الجمعة ثالث شعبان أشيع أن ابن عثمان قوى عزمه على العود إلى بلاده وخروجه من مصر، فعيّن شخصا من أمرائه يقال له على بك، فخرج فى ذلك اليوم وصحبته جماعة من العثمانية بسبب إصلاح الآبار التى فى طريق غزّة، وتنظيف الطرقات من الوعر قبل خروج السلطان، فلما تحقّق عسكره أمر خروجه إلى السفر إلى إسطنبول، شرعوا فى عمل يرقهم ومشترى زوادتهم، فارتجت لهم القاهرة بسبب ذلك.

وفى يوم السبت رابع شعبان وقعت حادثة مهولة، وهو أن السلطان سليم شاه قبض على جماعة كثيرة من عسكره نحو أربعة وعشرين إنسانا، وقيل أكثر من ذلك، فلما قبض عليهم رسم بشنق جماعة منهم فى أماكن مختلفة، وكلب منهم اثنين على باب زويلة، واثنين على باب الصاغة، واثنين بين القصرين، والبقية شئ عند