من شطوط بولاق ومن شطوط مصر العتيقة، وكذلك صاروا يقبضون على جمال السقايين بالروايا التى عليها، فاضطربت أحوال الناس وغلقت الأسواق والدكاكين، واختفت الناس فى البيوت وكثر القيل والقال فى ذلك، فمن الناس من يقول يقبضون (١) عليهم بسبب أنهم يمسكون (٢) خيول الجنايب إذا سافر ابن عثمان، ومن الناس من يقول إنهم قبضوا عليهم حتى يسافروا بهم إلى إسطنبول فى المراكب، فحصل للناس الضرر الشامل بسبب هذا. وأما سبب مسك جمال السقايين فإنهم أشاعوا أن ابن عثمان إذا خرج يأخذ معه جمال السقايين بالروايا إلى أن يصل غزّة، لأجل عدم الماء فى الطريق
=بين الورقتين رقم ١٠٥ ورقم ١٠٧: (١٠٦ آ) ومما كان من ترجمة ملك الأمراء المقر السيفى خاير بك من ملباى، قيل كان اسم أبيه ملباى الجركسى، وكان جنسه أباظا وكان له خمسة من الأولاد، وهم كسباى وخضر بك وجان بلاط وقانصوه وخاير بك، فأما كسباى فإنه مات بالطاعون فى دولة الأشرف قايتباى، ومات خضر بك أيضا، وأما جان بلاط فإنه صار مقدم ألف ومات فى دولة الناصر محمد بن الأشرف قايتباى، وأما قانصوه فإنه كان يعرف بالبرجى فولى نيابة حلب ونيابة الشام ومات فى دولة الغورى، وأما المقر السيفى خاير بك فإنه ولد بقرية يقال لها صمصوم بالقرب من بلاد الكرج ولم يولد ببلاد جركس. وقيل إن أباه ملباى قدمه للأشرف قايتباى ولم يكن قط دخل تحت رق، ولهذا يعرف بخاير بك من ملباى، يعنى أباه ملباى. ثم إن الأشرف قايتباى أنزله بالطبقة وصار من جملة المماليك السلطانية، ثم أخرج له خيلا وقماشا وصار من جملة الجمدارية، (١٠٦ ب) ثم قرره خاصكيا وجعله دوادار سكين، ثم بقى أمير عشرة فى سنة إحدى وتسعمائة فى دولة الأشرف قايتباى، ثم بقى أمير طبلخاناه فى دولة الناصر محمد بن قايتباى، وأرسله قاصدا إلى السلطان أبى يزيد بن عثمان ملك الروم فى سنة ثلاث وتسعمائة، ثم بقى أمير مائة مقدم ألف فى دولة الأشرف جان بلاط، وخرج إلى البلاد الشامية صحبة العسكر لما خرج إلى قتال قصروه نائب الشام، فلما تسلطن طومان باى العادل هناك سجن خاير بك فى قلعة الشام، فلما حضر العادل إلى مصر أفرج عنه وأحضره إلى مصر وأنعم عليه بتقدمة ألف كما كان، فلما تسلطن الأشرف الغورى جعله حاجب الحجاب، واستمر على ذلك حتى توفى أخوه قانصوه المحمدى البرجى نائب الشام نقل سيباى من نيابة حلب إلى نيابة الشام واستقر بالأمير خاير بك فى نيابة حلب عوضا عن سيباى وذلك فى سنة عشر وتسعمائة، واستمر على ذلك حتى تحرك على السلطان الغورى سليم شاه بن عثمان وانكسر الغورى وجرى ما جرى، أخلع السلطان سليم شاه على خاير بك وجعله نائبا عنه بمصر، وكان قرر يونس باشاه أولا ثم عزله وقرر خاير بك، انتهى ذلك. (١) يقبضون: يقبضوا. (٢) يمسكون: يمسكوا.