وفى يوم الأحد خامس عشره حضر إلى الأبواب الشريفة ابن السيد الشريف بركات أمير مكّة، وكان سبب حضوره أنه حضر وأتى ليهنّئ ابن عثمان بمملكة مصر، وأحضر صحبته تقادم فاخرة إليه، وحضر صحبته بيبردى من كسباى أحد الأمراء العشرات الذى كان باش المجاورين بمكة، وحضر قراكز الذى كان محتسبا بمكة. فلما حضرا أشيع بين الناس أن حسين نائب جدّة قد قتل على يدى الريّس سلمان العثمانى، وقيل إنه أغرقه فى البحر، وكان حسين قد ظلم وجار على أهل جدّة ومكّة فى أيام السلطان الغورى، وكان من المفسدين فى الأرض فقتل كما تقدّم، وكان غير محبّب لأهل مكّة وجدّة. - ومن الحوادث أن النيل المبارك توقّف فى أثناء الزيادة واستمرّ فى التوقّف ستة أيام، فتقلّق الناس لذلك، وزاد سعر القمح وتشحّط سائر الغلال واضطربت الأحوال جدا، ثم بعد ذلك زاد الله فى النيل المبارك أصبعا واحدا فسكن الحال قليلا.
وفى يوم الاثنين سادس عشره حضر جماعة من المباشرين الذين كانوا قد توجّهوا إلى الغربية والمنوفية والمحلّة، فحضر أبو البقا ناظر الاسطبل وبركات أخو شرف الدين الصغير ويحيى بن الطنساوى وآخرون من المباشرين. - وفى يوم الثلاثاء سابع عشره أشيع أن بيبردى باش المجاورين وقراكز المحتسب بمكّة والمماليك الذين (١) حضروا صحبتهما من مكة، فقيل أن ابن الشريف بركات شفع فيهم عند ابن عثمان من القتل، فرسم بأن يتوجّهوا إلى إسطنبول، فخرجوا فى ذلك اليوم ونزلوا فى المراكب وتوجّهوا إلى ثغر الإسكندرية، ومن هناك يتوجهون (٢) إلى إسطنبول. - وفى يوم الأربعاء ثامن عشره حضر الزينى بركات بن موسى المحتسب وحضر فخر الدين بن عوض، وكانا فى بعض جهات الغربية بسبب استخراج الخراج وعمارة الجسور التى (٣) هناك. - وفى يوم الخميس تاسع عشرة توفيت ابنة السلطان طومان باى الذى قتل، وكان لها من العمر نحو ثلاث سنين، فحصل لها طربة على أبيها لما شنق.