وأوانى بلور وأوانى فضة ونحاس كفت وصينى لازورد وغير ذلك، فنقلوا جميع ما كان فى الحاصل، فذهب لها أشياء كثيرة بنحو خمسين ألف دينار، وما قنع ابن عثمان منها بذلك فصادرها وقرّر عليها وعلى والدتها بنت العلاى على بن خاص بك عشرين ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك القدر، فحصل لها ولوالدتها الضرر الشامل، وقاسوا [شدائد عظيمة ومحنا وبهدلة وتهديدا](١) بالقتل، وما جرى عليهما خير.
وفى يوم الجمعة سابع عشره رسم الدفتردار بإخراج طائفة من اليهود ممن كان تعيّن إلى السفر لإسطنبول، فخرجوا فى ذلك اليوم جملة واحدة فنزلوا فى المراكب وتوجّهوا إلى ثغر الإسكندرية إلى أن يمضوا إلى إسطنبول، فأخذوا نساءهم (٢) وأولادهم ومضوا. وفى عقيب ذلك خرجت طائفة من البنائين والمهندسين والنجّارين والحجّارين والحدّادين والمرخّمين والمبلّطين، وفيهم من مسلمين ونصارى، حتى طائفة من الفعلة، وذلك بسبب المدرسة التى قصد ابن عثمان ينشئها بإسطنبول مثل مدرسة السلطان الغورى. وأشيع أنه أرسل طائفة من المغاربة أيضا تقيم بإسطنبول.
وفى يوم السبت ثامن عشره خرج إلى السفر لإسطنبول طائفة أخرى من نواب القضاة والشهود، فمنهم القاضى شمس الدين الحليبى أحد نواب الشافعية، وقد قاسى من العثمانية غاية البهدلة من الضرب والصكّ وأنزلوه المركب على رغم أنفه، وخرج القاضى زين الدين الشار نقاشى أحد نوّاب الحنفية، والقاضى شمس الدين بن جمال الدين الأتميدى أحد نواب الشافعية، والقاضى بدر الدين البلقينى نقيب قاضى القضاة الشافعى، والقاضى شهاب الدين بن الهيتمى أحد نواب الحنابلة، والشريف البردينى الحنفى وآخرون من نوّاب القضاة الأربعة. وخرج فى ذلك اليوم جماعة كثيرة من تجار الشرب والورّاقين منهم محمد المسكى الأسود، ومن تجار الباسطية منهم شهاب الدين الخطيب الأسمر، ومن تجار خان الخليلى، وخرج يوسف الذى كان ناظر