طومان باى، ولم يفد من توجّه هؤلاء (١) القضاة إليه شيئا، ولما حضروا هؤلاء القضاة أخبروا بصحّة قتلة قاضى القضاة حسام الدين محمود بن الشحنة الحنفى هو وأخيه أبى بكر (٢)، وقد تقدم القول على سبب قتلهما، ودفنا هناك.
وفى يوم الاثنين سادسه أشيع أن ابن عثمان عدىّ إلى المقياس، وكان فى ذلك اليوم رياح عاصفة فكاد أن يغرق، وما بقى من غرقه شئ، فلما سلم من الغرق أقام بالمقياس ونقل وطاقه إلى الروضة ومصر العتيقة (٣)، ثم إن أمراءه (٤) طردوا السكان الذين (٥) بالروضة وبمصر العتيقة وسكنوا فى دورهم، فحصل للسكان الضرر الشامل بسبب ذلك، فأعجبه المقياس فأقام به مدّة أيام، وكانت وزراؤه (٦) يعدّون إلى الروضة فى كل يوم ويطالعونه بالأمور التى يفعلونها فى الناس من خير أو شرّ.
وفى يوم الثلاثاء سابعه توفيت ابنة الأمير يشبك من مهدى أمير دوادار (٧) وهى زوجة الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير، وقاست قبل موتها شدائد ومحنا (٨) وصودرت غير ما مرّة من السلطان الغورى ومن ابن عثمان، واستمرّت مختفية حتى ماتت، وكانت من أعيان الستّات فى سعة من المال، وكانت لا بأس بها. - وفيه أخلع على شخص من العلماء يقال له الشيخ شمس الدين بن ياسين الطرابلسى، وقرّر فى قضاء الحنفية عوضا عن محمود بن الشحنة بحكم قتله كما تقدم.
وفيه وقعت كاينة عظيمة لخوند ابنة الأمير أقبردى الدوادار، وهى زوجة السلطان طومان باى، وما ذاك إلا أن كان عندها جارية بيضاء جركسية رقّاصة، فهربت من عندها وتوجّهت إلى بعض وزراء ابن عثمان فعرّفته بمكان حاصل سيّدتها، فتوجّهوا إليه ونقلوا كل ما كان فيه من بشاخين زركش وعنبر ومقاعد سمّور (٩) ووشق وعصايب ذهب ولؤلؤ ومرصّع وكوامل ذهب، وغير ذلك من القماش الفاخر