جدا يخسرون فيها (١) الثلث، فوقف حال الناس بسبب ذلك، وصارت البضائع تباع بسعرين، سعر بالفلوس العتق وسعر بالفلوس الجدد. - وفيه صاروا يقبضون (٢) على جماعة من مباشرى (٣) الأمراء ويقولون لهم: حاسبونا على خراج الأمراء الذين قد قتلوا فى المعركة.
وفى ربيع الآخر كان مستهلّ الشهر يوم الأربعاء، فيه أشيع أن قد حضر قاصد من شاه إسمعيل الصوفى وعلى يده مطالعة إلى ابن عثمان، فلما قرأها تنكّد وقصد يقبض عليه، فهرب ذلك القاصد من عند ابن عثمان وكان بالمقياس، فلما هرب صاروا يكبسون بيوت مصر العتيقة وبيوت الروضة فلم يحصّلوه لا فى البحر ولا فى البّر، فحصل لأهل مصر العتيقة غاية الضرر من كبس البيوت بسبب هروب هذا القاصد، فمن الناس من يقول بأنهم قبضوا عليه فيما بعد وقطع رأسه، ومنهم من يقول أنه لم يحصّله واستمرّ هاربا.
ومن الحوادث أن شخصا من التجّار الأروام كان له دين على الزينى عبد القادر ابن الملكى وأخيه أبى بكر بن الملكى، وذلك الدين نحو خمسة آلاف دينار، وقيل عشرة آلاف دينار، فكان كلما طالبهما يمطلاه، فمطلاه مدة طويلة، فشكاهما من عند الدفتردار، فأرسل خلفهما، فلما حضرا اعترفا لذلك التاجر بذلك القدر المذكور، فأمرهما الدفتردار بأن يدفعا له ذلك القدر، فقالا: ما معنا شئ حتى يبعث الله لنا.
وقد مطلوا هذا التاجر مدّة طويلة، فقال: ما بقيت أصبر عليكما شيئا. فحنق منهما الدفتردار وأمر بسجن عبد القادر بن الملكى وأخيه أبى بكر، فسجنا فى سجن الديلم وأقاما به أياما حتى سعى فيهما الشبهابى أحمد بن الجيعان وأطلقا من السجن، ثم استرضوا ذلك التاجر حتى أفرج عنهما.
وفى أوائل هذا الشهر حضر قاضى القضاة الشافعى كمال الدين الطويل والقاضى المالكى محيى الدين بن الدميرى والقاضى الحنبلى شهاب الدين الفتوحى، وكانوا توجّهوا إلى نحو البهنسا بسبب الأمان الذى كان أرسله ابن عثمان إلى السلطان