يجعل يونس باشاه نائبا عنه بمصر. ثم أخلع على شخص من جماعته وقرّره نائب غزّة، وأخلع على شخص آخر وقرّره نائب القدس، فخرجا من القاهرة فى أواخر هذا الشهر وقدّامهما طبلان وزمران (١) وجنايب، وخرجا فى موكب حافل. -[ولما شنق السلطان طومان باى انقطع رجاء الناس من دولة الجراكسة ومن عودهم إلى الملك](٢). - وفى يوم الأربعاء رابع عشرينه صنع بعض النفطية إلى السلطان سليم شاه نفطا وتوجّه به إلى وطاقه بإنبابة، فأحرقوه قدّامه بالوطاق. - ومن الحوادث المهولة قد أشيع فى القاهرة أن السلطان سليم شاه عوّل على أن يقبض على جماعة من أهل مصر من أعيانها، ويرسلهم (٣) إلى بلاده إسطنبول.
وفى يوم الجمعة سادس عشرينه أتى السلطان سليم شاه من وطاقه الذى فى إنبابة وعدّى إلى بولاق وتوجّه إلى القاهرة، وشقّ من باب الخرق ودخل من باب زويلة وتوجّه من هناك إلى الجامع الأزهر، فزيّنت له القاهرة، فصلّى بالجامع صلاة الجمعة وتصدّق هناك بمبلغ (٤) له صورة، ثم رجع إلى بولاق من الطريق التى أتى منها، وكان فى موكب حفل. - ثم بعد أيام أشيع أنه دخل إلى حمّام الأستادار التى ببولاق، فأتى من على الرمل ولم يشقّ من بولاق، وكانوا أهل بولاق زيّنوا له السوق، ولما خرج من الحمّام عاد من الطريق التى أتى منها، وقيل إنه أنعم على الحمّامى فى ذلك اليوم بعشرين دينارا، وأعجبته حمّام بولاق وشكر فيها ثم عاد إلى الوطاق.
ثم [إن] جماعة من وزراء ابن عثمان جلسوا فى المدرسة الغورية وشرعوا يطلبون (٥) أعيان الناس من القضاة (٦) والشهود والمباشرين والتجّار، وأعيان تجار المغاربة، وتجار الورّاقين، وتجار الشرب والباسطية، وجماعة من البرددارية والرسل، وطائفة من السوقة المتسبّبين فى البضائع، وطائفة من البنّائين والنجّارين والمرخّمين والمبلّطين والحدّادين وغير ذلك من المعلّمين، حتى طلبوا جماعة من أعيان اليهود، فلما تكاملوا
(١) طبلان وزمران: طبلين وزمرين. (٢) ولما شنق … الملك: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش. (٣) ويرسلهم: يرسلها. (٤) بمبلغ: بملغ. (٥) يطلبون: يطلبوا. (٦) القضاة. القضاء.