نادى فى القاهرة بأن كل من اشترى من نهب بلاد الشرقية شيئا من الأبقار والأغنام يردّه على أصحابه، وكذلك أولاد الفلاحين، ولام جان بردى الغزالى فيما فعله فى الشرقية.
وفى يوم الأربعاء ثانى ربيع الأول رسم السلطان سليم شاه بأن الأمراء الذين (١) كانوا فى القلعة فى الترسيم، بأن يحضروا إلى بين يديه بالوطاق الذى ببركة الحبش، فنزلوا بهم من القلعة وهم على بغال وشئ على حمير وشئ مشاة، وهم فى جنازير وعليهم كبورة عتق وعلى رءوسهم كوافى بغير شاشات، وقيل كان فيهم من الأمراء المقدّمين سبعة وهم: أركماس أمير سلاح وأنصباى أمير آخور كبير وتمر رأس نوبة النوب وطقطباى حاجب الحجّاب وتانى بك الخازندار أحد الأمراء المقدّمين وتانى بك النجمى أحد الأمراء المقدّمين وقانصوه أبو سنّة أحد الأمراء المقدّمين؛ وأما الأمراء الطبلخانات فمنهم: قنبك رأس نوبة ثانى ومصر باى الأقرع وألماس والى القاهرة وماماى الصغير المحتسب ويوسف الأشرفى الزردكاش الثانى والأمير يشبك الفقيه وآخرون من الأمراء الطبلخانات ما يحضرنى أسماؤهم الان؛ وأما الأمراء العشرات فجماعة كثيرة ما يحضرنى أسماؤهم، فكان مجموع هؤلاء الأمراء المقدّم ذكرهم أربعة وخمسين أميرا ما بين مقدّمى ألوف وغير ذلك، فلما مثلوا بين يدى السلطان سليم شاه وبّخهم بالكلام ثم أمر بضرب أعناقهم أجمعين، وقد قال القائل فى المعنى:
يا دهر بع رتب المعالى مسرعا … بيع الهوان ربحت أم لم تربح (٢)
قدّم وأخّر من أردت من الورى … مات الذى قد كنت منهم تستحى
فضربت أعناقهم بالوطاق الذى ببركة الحبش، وذلك فى يوم السبت سادس ربيع الأول، وصارت أجسادهم مرميّة على الأرض تنهشهم الكلاب بالنهار والضباع والذئاب بالليل، وصارت نساء الأمراء المقدّمين تبرطل المشاعلية بمال له صورة (٩٠ آ)(٣)
(١) الذين: الذى. (٢) تربح: تربحى. (٣) ٩٠ آ: كتب المؤلف ما يأتى على الورقة رقم ٨٩ وألصقها فى الأصل بين الورقتين رقم ٨٨ و ٩٠: (٨٩ آ) ومن العجائب أن السلطان طومان باى لما اتقع مع ابن عثمان المرة الثانية وأقام -