الصبح ويتوجّهون (١)[إلى] الضياع التى حول الخانكاه، فيحشّون (٢) ما فيها من الزروع من البرسيم والفول، فيطعمونه (٣) إلى خيولهم فى كل يوم، ثم صاروا يأخذون (٤) دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزّهم، حتى أبوابهم وخشب السقوف الذى هناك، حتى أخربوا غالب ضياع الشرقية وسواحل البحر، فلما يرجعون (٥) أواخر النهار يباتون (٦) فى الوطاق الذى فى الرملة، ثم صاروا [يخطفون العمايم ويعرّون](٧) الناس فى الأماكن المفردة من بعد العشاء، فرسم السلطان سليم شاه بعمل دروب فى كل حارة، وسدّوا عدّة طرق من الحارات، وكذلك عدة أبواب جعلوها خوخ، وكان المتولّى عمل ذلك يحيى بن نكار دوادار الوالى، فبلص الناس فى هذه الحركة وأخذ منهم جملة مال، ولم يفد من عمل هذه الدروب شئ، وحصل للناس الضرر الشامل وجبوا الأموال من الحارات بسبب تلك (٨) الدروب. - ولما أقام ابن عثمان بالقلعة نزل منها ودخل حمام خشقدم الزمام التى بالرملة، فأقام بها إلى بعد العصر، ثم عاد إلى القلعة.
وفى يوم الأربعاء رابع صفر وردت الأخبار بأن الأمير ألماس كاشف الغربية طرق أطراف جهات الجيزة على حين غفلة، وأخذ منها عدة خيول كانت هناك، وبعض جمال كانت هناك لخير بك نائب حلب، ثم أشيع أن ألماس قتل جماعة من العثمانية، فلما بلغ السلطان سليم شاه ذلك أرسل تجريدة إلى جهة الجيزة وعيّن بها ألفى عثمانى ورماة بالبندق الرصاص، فلما عدّوا إلى برّ الجيزة لم يجسروا أن يتبعوا ألماس وقانصوه العادلى. ثم إن ابن عثمان نادى فى القاهرة بأن أبواب المدينة وأبواب الدروب تغلق وقت صلاة الجمعة، خوفا من المماليك الجراكسة أن لا يطرقوا المدينة على حين غفلة من أهلها.
ثم إن السلطان سليم شاه قبض على جماعة من المماليك الجراكسة الذين (٩) كانوا ظهروا بالأمان، وكانوا فى الترسيم فى الوكالة التى خلف مدرسة الغورى، وكان