للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشيع أن العثمانية هجموا على مقام الإمام الشافعى ونهبوا ما فيه من البسط ومن القناديل فى حجّة المماليك الجراكسة، وكذلك مقام الإمام الليث بن سعد أيضا نهبوا ما فيه.

وفى يوم الثلاثاء ثامن عشر المحرم دخل جان بردى الغزالى إلى القاهرة وعلى رأسه ورقة فيها أمان من السلطان سليم شاه، فلما دخل القاهرة توجّه إلى وطاق ابن عثمان وقابله هناك. وكان الغزالى لما انكسر السلطان طومان باى فى الريدانية أشيع أن الغزالى توجّه إلى غزّة ومعه جماعة من المماليك الجراكسة، وكان جان بردى الغزالى متواطئا (١) مع ابن عثمان فى الباطن من أيام السلطان الغورى، وكان سببا لكسرة العسكر فى مرج دابق هو وخاير بك نائب حلب، وانهزموا قبل العسكر وأشاعوا الكسرة على عسكر مصر.

وفى يوم الأربعاء تاسع عشر المحرم أشيع أن المماليك الذين ظهروا صحبة الغزالى رسموا عليهم، وقيل سجنوهم بالقلعة، وكانوا نحو أربعمائة مملوك، وقد ظهروا بالأمان من ابن عثمان، فلما ظهروا قبض عليهم وغدرهم فى أمانه، وكان من عادته يعطى الأمان للأمراء والمماليك ثم يغدر فى أمانه فى الحال، فكان لا يثق أحد منه بأمان إذا أعطاه لأحد من الناس. - وفيه قرّر السلطان سليم شاه جماعة من أمرائه منهم نائب غزّة ومنهم كاشف للمحلّة وللشرقية والغربية، وولّى عدّة جماعة كشّاف فى أماكن مختلفة من البلاد.

وفى يوم الخميس عشرين المحرم نادى السلطان سليم شاه فى الصليبة وقناطر السباع، بأن أصحاب الأملاك التى (٢) فى الصليبة وجامع ابن طولون يخلون (٣) من بيوتهم، فإن السلطان سليم شاه طالع إلى القلعة ليقيم بها، وصار يكرر المناداة فى كل يوم بذلك المعنى، فخرجت الناس من بيوتهم على وجههم، وانطلق فيهم جمرة نار، وهجمت عليهم العثمانية فى بيوتهم وسكنوا فيها فى عدّة (٤) أماكن من بيوت القاهرة، حتى صارت الحارات والأزقّة ما تنشقّ منهم، وصاروا كالجراد المنتشر من


(١) متواطئا: متواطى.
(٢) التى: الذى.
(٣) يخلون: يخلوا.
(٤) عدة: عددة.