وفى يوم الثلاثاء حادى عشر المحرم نادى السلطان سليم شاه بعد العصر فى القاهرة بأن الأمراء المقدّمين والأمراء الطبلخانات والأمراء العشرات، الذين (١) اختفوا بعد الوقعة يظهرون (٢) وعليهم أمان الله تعالى. وقيل إن السلطان سليم شاه كتب للأمراء بأمان فى ورقة طويلة وعلّقها المشاعلى على جريدة. ونادى أيضا بأن الأمراء المختفيين إذا ظهروا يتوجّهون (٣) إلى مدرسة السلطان الغورى. فظهر الأمير أركماس أمير سلاح والأمير أنصباى أمير آخور كبير والأمير تمر الحسنى رأس نوبة النوب والأمير طقطباى حاجب الحجّاب والأمير تانى بك الخازندار أحد المقدّمين والأمير تانى بك النجمى أحد المقدّمين والأمير قانصوه أبو سنّة أحد المقدّمين. ومن الأمراء الطبلخانات الأمير مصر باى الأفرع والأمير قنبك رأس نوبة ثانى والأمير يشبك الفقيه دوادار السلطان طومان باى لما كان دوادارا كبيرا وكان مختفيا فى جامع الأزهر فطلع بالأمان. وظهر من الأمراء العشرات نحو أربعين أميرا أو أكثر من ذلك وآخرون من الخاصكية. فلما ظهروا اجتمعوا فى المدرسة الغورية، واحتاط بهم جماعة من العثمانية وقد تجوّنوا وصاروا فى الترسيم معهم. ثم أشيع أن الأمراء المذكورين قابلوا السلطان ابن عثمان فى الوطاق، فلما قابلوه وبخّهم بالكلام وبصق على وجوههم وذكر لهم ظلمهم وما كانوا يصنعون، ثم رسم لهم بأن يطلعوا إلى القلعة ويقيموا (٤) بها محتفظا بهم، فطلعوا بهم إلى القلعة.
وفيه أشيع أن جان بردى الغزالى أرسل يطلب الأمان من السلطان سليم شاه، وقد وصل إلى الخانكاه وصحبته جماعة من المماليك الجراكسة الذين (١) هربوا بعد الكسرة، فأرسل له السلطان سليم شاه أمانا. - وفيه أشيع أن السلطان طومان باى لما وقعت له تلك الكسرة التى كانت بالصليبة وهرب، ظهر بعد ذلك أنه توجّه إلى البهنسا وأقام بها، فلما ضجر مما قاساه من الحروب والشرور أرسل القاضى عبد السلام قاضى البهنسا إلى الخليفة ليطلب له الأمان من السلطان سليم شاه. - وفيه