فلما برزنا من المدينة إذ راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«هذا الراكب إياكم يريد» .. قال: فانتهى الرجل إلينا، فسلّم، فرددنا عليه، فقال له النبى صلّى الله عليه وسلم:«من أين أقبلت؟» قال: من أهلى وولدى وعشيرتى.. قال:«فأين تريد؟» قال: أريد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.. قال:
«فقد أصبته» .. قال: يا رسول الله، علّمنى ما الإيمان؟ قال:«تشهد ألاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» قال: قد أقررت. قال: ثم إن بعيره دخلت يده فى شبكة جرذان، فهوى بعيره، وهوى والرجل فوقع على هامته فمات. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«علىّ بالرجل» .. فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه، فقالا: يا رسول الله قبض الرجل..
فأعرض عنهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم قال لهما:«أما رأيتما إعراضى عن الرجلين، فإنى رأيت ملكين يدسان فى فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعا» .. ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«هذا والله من الذين قال الله عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ»«١» الحديث.
[٤٩٣] عن ميمونة رضى الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: سئل عن فأرة وقعت فى سمن فماتت فقال: «ألقوها وما حولها، وكلوا سمنكم» . وفى رواية سئل عن الفأرة تقع فى السّمن فقال:«إن كان جامدا فألقوها، وما حولها، وإن كان مائعا فلا تقربوه»«٢» .
(١) رواه أحمد فى مسنده ٤/ ٣٥٩.. والاية رقم ٨٢ من سورة الأنعام. (٢) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الوضوء- باب ما يقع من النجاسات (١/ ٦٨) ، وكتاب الصيد والذبائح- باب إذا وقعت الفأرة فى السمنة (٧/ ١٢٦) وأبو داود كتاب الأطعمة (٣٨٢٣) .