وقوله: خارجة بن حصن: فإنَّما أراد أسماء بن خارجة بن حصن، فحذفَ المضاف، وأقامَ المضاف إليه مُقامه.
قلت: حذفُ الاسم غيرُ مستحسن، ولو قال:، إذا ما مات أسماءُ بنُ حصن، كان أحسن؛ لأنَّ نسبتَه إلى جدِّه أولى من حذف اسمه بمرَّة (٢).
واختلفوا في قائل الأبيات، فقيل: إنَّها للقَطامي (٣). وذكر أبو الفرج الأَصْبهانِيّ (٤) أنها لعبد الله بن الزَّبِير -بفتح الزاي- الأسدي.
وقال عبد الله بنُ بكر السهمي: لمَّا أراد أسماءُ بن خارجة أن يُهْدِيَ ابنتَه إلى زوجها قال لها: يَا بُنيَّة، كُوني لزوجك أَمَةً يكنْ لكِ عبدًا، ولا تدني منه فَيَمَلَّكِ، ولا تَتَباعَدِي عنه فيَتَغيَّرَ عليكِ، وكُوني له كما قلتُ لأمِّك [حين صحبتُها]:
خُذِي العفو مني تستديمي مودَّتي … ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضبُ
فإنِّي رأيتُ الحبَّ في الصدر والأَذَى … إذا اجتمعا لم يلبث الحبُّ يذهبُ
وقال الرِّياشي: قال أسماء بن خارجة لامرأته: اخْضِبِي لحيتي. فقالت: إلى كم نَرْقَعُ منك ما قد خَلَقَ؟ فقال:
كما لَبِسْتِ جديدي فالْبَسِي خَلَقي … فلا جديدَ لمن لا (٦) يلبَسُ الخَلَقَا
وحكى أبو اليقظان قال: دخلَ أسماءُ بنُ خارجة على عبد الملك بن مروان، فقال له: بِمَ سُدْتَ النَّاس؟ فقال: هو من غيري أحسن. قال: لقد بلغني عنك خصال شريفة،
(١) تاريخ دمشق ٣/ ٢ - ٣ (مصورة دار البشير) وما سلف بين حاصرتين من (م). (٢) قال ابن عساكر بإثر الخبر: الصواب: إذا مات ابنُ خارجة بن حصن … قلت: وعندئذ فلا حاجة لتقدير الحذف أو نسبته إلى جدِّه. والله أعلم. (٣) أوردها له محمَّد بن سلّام في "طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٣٩ - ٥٤٠ وفيه: إذا مات ابنُ خارجة بن حصن … (٤) في "الأغاني" ١٤/ ٢٤٦. (٥) في (ب) و (خ): أبديتِ. (٦) في (أ): لم.