وقال ابن سعد: قُتِل عمرُ وهو على الكوفة، فعزله عثمان عنها، وولاها سعدَ بنَ أبي وقّاص، فلما وَليَ معاويةُ الخلافةَ، ولَّاه الكوفة، فمات بها (١).
وحكى ابن سعد عن سماك بن سَعلَمة قال: أوَّل من سُلِّم عليه بالإمرة المغيرةُ بن شعبة (٢).
ذِكْرُ وفاتِه:
واختلفوا فيها، فقال ابن سعد بإسناده عن محمد بن أبي موسى الثقفي، عن أبيه. قال (٣): مات المغيرةُ بن شعبة [بالكوفة] في شعبان سنة خمسين وهو ابنُ سبعين سنة.
وروى ابن سعد بإسناده عن زياد بن عِلاقة قال (٤): لَمّا مات المغيرةُ خطب جريرُ بن عبد الله وقال: استغفروا لأميركم، فإنَّه كان يُحِبُّ العافية.
وكذا قال خليفة: مات المُغيرةُ بالكوفة في سنة خمسين، واستخلف ابنه عروة بن المغيرة. وقيل: إنه استخلف جرير بن عبد الله البجلي، فعزله معاوية، وجمع لزياد بين البصرةِ والكوفة (٥).
وكذا حكى الخطيب عن إبراهيم الحربيِّ أنه قال: مات المغيرةُ في سنة خمسين إلا أنه قال: كان له من العمر ستُّون سنة (٦). وكذا قال أبو حسان الزّيادي.
وقال هشام بن محمد، عن أبيه: وقع بالكوفة طاعونٌ في سنة تسع وأربعين، وهرب المغيرةُ إلى البادية، فأقام بها فارتفع الطاعون، فقيل له: لو رَجَعْتَ إلى الكوفة، فرجع إليها، فمات بالثَّوِيَّة -ماء بظاهر الكوفة- ودُفن هناك.
(١) الطبقات ٨/ ١٤٣ وينظر ٥/ ١٧٧. (٢) الطبقات ٨/ ١٤٣. (٣) طبقات ابن سعد ٥/ ١٧٩، وما سيرد بين حاصرتين منه. (٤) المصدر السابق ٥/ ١٨٠. (٥) تاريخ خليفة ص ٢١٠، وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٣١٤ (طبعة مجمع دمشق - ترجمة عروة بن المغيرة). (٦) كذا في النسخ الخطية، وهو خطأ، والذي في "تاريخ الخطيب" ١/ ٥٥٢ - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ " ١٧/ ٩١ (مخطوط)، وابن الجوزي في "المنتظم" ٥/ ٢٤٠ - أنه مات وهو ابن سبعين سنة. وكذلك ذكره المصنف قبله عن ابن سعد.