ولما انصرف أبو سفيان بالمشركين عن أحد طالبًا مكة، نادى: موعدكم بدرٌ من قابِلٍ. فقال رسول الله ﷺ:"قُولُوا: نَعَم".
ثم دخل رسول الله ﷺ المدينة وقال لعلي ﵇:"اتْبَعهُم فانْظُر مَاذَا يَصنَعُونَ؟ فإنِ امتَطَوا الإبِلَ وأَجْنَبوا الخَيلَ فإنَّهم يُريدُون مكَّةَ، وإن رَكِبُوا الخَيلَ وسَاقُوا الإِبِلَ، فإنَّهم يُريدُونَ المدِينَةَ، والذي نَفسِي بِيَده لَئن سَارُوا إليها لأُناجِزَنَّهم فيها".
فقال علي رضوان الله عليه: فخرجت في آثارهم، فأجنبوا الخيل وامتطوا الإبل وساروا نحو مكة، وكان رسول الله ﷺ قد قال لي:"أَيُّ ذلك كانَ فأَخْفِه حتَّى تَأتَيَني"، قال: فلما رأيتهم قاصدين مكة، أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم ما أمرني به رسول الله ﷺ من شدة الفرح حيث انصرفوا عن المدينة (١).
= (٦١٣٣)، ومسلم (٢٩٩٨) من حديث أبي هريرة ﵁. (١) "السيرة" ٣/ ٣٨، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٥٢٧ - ٥٢٨.