- عز وجل- جواري فيرفعن أصواتهن جميعا، ثم قال: وَكَأْساً دِهاقاً- ٣٤- يعني وشرابا كثيرا لا يَسْمَعُونَ فِيها إذا شربوا لَغْواً يعني حلف الباطل وَلا كِذَّاباً- ٣٥- يقول ولا يكذبون على شرابهم كما يكذب أهل الدنيا إذا شربوا، ثم جمع أهل النار، وأهل الجنة، فقال:
جَزاءً يعني ثوابا مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً- ٣٦- يعني يحاسب «المسيئين «١» » فيجازيهم بالنار، ويحاسب المؤمنين فيجازيهم بالجنة، فأعطى هؤلاء وهؤلاء جزاءهم ولم يظلم هؤلاء «المعذبين «٢» » ، شيئا فذلك قوله:«عَطاءً حِساباً» ، نظيرها في الشعراء «إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي ... «٣» » يقول إن جزاؤهم إلا على ربي، ثم عظم الرب- تعالى- نفسه ودل على صنعه «٤» ، فقال رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا يعني الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، والرياح، قال: هو الرَّحْمنِ الرحيم، وهم لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً- ٣٧- يعني المناجاة، إذا استوى «للحساب «٥» » ثم أخبرهم متى يكون ذلك؟ فقال: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وهو الملك الذي قال الله- عز وجل- عنه:«وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
«٦» ... » وجهه وجه آدم- عليه السلام- ونصفه من [٢٢٦ ب] نار، ونصفه من ثلج، فيسبح بحمد
(١) من ف، وفى أ: «المسيء» . (٢) فى أ: «المعذبين» ، وفى ف: «المعذبون» . (٣) سورة الشعراء: ١١٣. (٤) فى أ: «ودل عليه» ، وفى ف: «ودل على صنعه» . (٥) «للحساب» : من ف، وفى أ: «المحاسبين للحساب» . (٦) سورة الإسراء: ٨٥.