وقوله:«والحوض الذي أكرمه الله تعالى به - غِياثًا لأمته - حقٌّ».
تواترت السنة عن النبي ﷺ في الخبر عن حوضه (١)، وقال النبي ﷺ للأنصار:«إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»(٢)، وأخبر عن ورود أمته عليه وهو على حوضه، وقال ﷺ:«إني فَرَطُكم على الحوض - أي: سابقكم - وإنه سَيَرِدُ عليَّ أقوام من أمتي فيذادون عن حوضي فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فأقول سحقًا سحقًا لمن غَيَّر بعدي»(٣)، فيجب الإيمان بما دلت عليه الأخبار من حوضه ﷺ، وأن طوله شهر وعرضه شهر (٤)، وآنيته عدد نجوم السماء، وماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل (٥).
(١) قطف الأزهار المتناثرة ص ٢٩٧، ونظم المتناثر ص ٢٤٨، وانظر: السنة لابن أبي عاصم ٣٠٧ - ٣٤٦، والبداية والنهاية لابن كثير ١٩/ ٤٢٣ - ٤٦٦؛ فقد أطال في سرد أحاديث الحوض. (٢) رواه البخاري (٤٣٣٠)، ومسلم (١٠٦١) من حديث عبد الله بن زيد ﵄. (٣) رواه البخاري (٦٥٨٣ و ٦٥٨٤)، ومسلم (٢٢٩٠ و ٢٢٩١) من حديث سهل بن سعد وأبي سعيد الخدري ﵃. (٤) رواه البخاري (٦٥٧٩) مسلم (٢٢٩٢) من حديث عبد الله بن عمرو ﵄. (٥) رواه البخاري (٦٥٧٩)، ومسلم (٢٢٩٢) من حديث عبد الله بن عمرو ﵄، ومسلم (٢٤٧) من حديث أبي هريرة ﵁ و (٢٣٠٠) من حديث أبي ذر ﵁، و (٢٣٠١) من حديث ثوبان ﵁.