كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

القسم الثاني: في الكلام على الجن - الباب الثالث: في كون الجن متعبدين بشريعة نبينا محمد - عليه السلام - ج: 2 - ص: 776

والثاني: إخبار النبي - عليه السلام - بلفظه بأن داعي الجن أتاه فذهب معهم وقرأ عليهم القرآن وسألوه الزاد، ثم إنه انطلق مع الصحابة فأراهم آثار الجن وآثار نيرانهم.

فكيف يقول ابن عباس: "إنه - عليه السلام - ما رأى الجن ولا قرأ عليهم القرآن"؟.

وهذا ابن مسعود يروي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١) سماعه ذلك من لفظه.

وكذلك أبو هريرة قد روى نحو ذلك، فإنه قال عنه - عليه السلام -: «وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن فسألوني (٢) الزاد فدعوت الله لهم» (٣).

فهذا إخبار من النبي - عليه السلام - بأنه اجتمع مع الجن وكلموه وكلمهم (ق.١٥٢.أ).

---

(١) في (أ): - عليه السلام -.
(٢) في (ب): فسألوه.
(٣) رواه البخاري (٣/ ١٤٠١) والبيهقي (١/ ١٠٧).