وأما من قال: إنهم يمتحنون في الآخرة، فاحتج بحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الهالك في الفترة والمعتوه والمولود، قال: «يقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول. ثم تلا قوله:{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً}[طه: ١٣٤]. الآية. ويقول المعتوه: رب لم تجعل لي عقلا أعقل به لا خيرا ولا شرا. قال: ويقول المولود: رب لم أدرك العقل والعمل. قال: فترفع لهم نار فيقال لهم: رِدوها وادخلوها. قال: فيردها أو يدخلها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل. قال: فيقول الله عز وجل: "إياي عصيتم، فكيف برسلي لو أتتكم"» (٢).
ذكر هذا أبو عمر في الاستذكار (٣)، وقال: قد روي عن أنس بن مالك عن النبي - عليه السلام - مثل معنى هذا الحديث (٤).
(١) هذا العنوان زيادة مني. (٢) تقدم. (٣) (٣/ ١١٣). (٤) رواه أبو يعلى (٤٢٢٤) والبيهقي في الاعتقاد (١٦٩) عن أنس. وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف.