وتخفيف العذاب بنفسه فائدة, وقد وجدت هاهنا, فإن النبي - عليه السلام - أخبر بأن أبا طالب أهون أهل النار عذابا, وقال:«لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار». (١)
والذي حملنا على هذا التأويل مع أن الأول أظهر ما نقله ابن إسحاق, إذ ذكر المحاورة التي كانت بين النبي - عليه السلام - وبين قريش بحضرة أبي طالب حتى قال لهم النبي - عليه السلام -: «كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم وهي لا إله إلا الله» , فنفروا من ذلك (٢)،
ورأى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من لين كلام أبي طالب ما أطمعه في إسلامه فجعل يقول: «أي عم فأنت فقلها (ق.١١٥.أ) أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة» (٣).
(١) تقدم. (٢) رواه الترمذي (٥/ ٣٦٥) وأحمد (١/ ٢٢٧) والحاكم (٢/ ٤٦٩) وابن حبان (١٥/ ٨٠) من طريق سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة (أو ابن عباد) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ويحيى المذكور انفرد ابن حبان بتوثيقه.
ورواه أحمد (١/ ٣٦٢) وابن أبي شيبة (٨/ ٤٤٢) من طريق الأعمش ثنا عباد بن جعفر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس. (٣) رواه ابن إسحاق (٢/ ٤٦) قال فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس. وفي سنده مجهول. ورواه الحاكم (٢/ ٣٦٦) من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بلفظ: فقل كلمة تجب لك علي بها الشفاعة يوم القيامة. لكن سفيان بن حسين ضعيف في الزهري. ... = = وقد صح الحديث عند البخاري (٣٦٧١ - ٤٣٩٨ - ٤٤٩٤ - ٦٣٠٣) وغيره بلفظ: أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله.