الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ، والهادي من أَسماء الله سبحانه وتعالى. وقد هَداه هُدىً وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدىً وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدىً. وقال الليث: ومعنى هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك وهُدَى الله، أَي: الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ. وقال ابن بري: يقال هديته الطريق بمعنى عرفته.
وقال ابن الأَثير: والهادي هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبِيَّته، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده ((١)) .
وقال الراغب الأصفهاني: " الهداية دلالة بلطف ... وهداية الله تعالى للإنسان على أربعة أوجه:
الأول: الهداية التي عم بجنسها كل مكلف من العقل، والفطنة، والمعارف الضرورية.
الثاني: الهداية التي جعل للناس بدعائه إياهم على ألسنة الأنبياء، وإنزال القرآن ونحو ذلك، وهو المقصود بقوله تعالى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}(٢) .
الثالث: الهداية التوفيقية التي يختص بها من اهتدى، وهو المعني بقوله تعالى:
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر. مجد الدِّيْن بن أَبِي الكرم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الكَرِيْم الشيباني الجزري. المعروف بابن الأثير أبو السعادات. (٥٤٤ ـ ٦٠٦) . تحقيق: طاهر أحمد الزاوي – محمود مُحَمَّد الطناحي. المكتبة العلمية. بيروت. ط١. ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م.: ٥ /٥٢٥. لِسَان العَرَب: مَادة (هدى) ١٥ /٥٣٥. (٢) سُوْرَة الأنْبِيَاءِ: الآية ٧٣. سُوْرَة السَّجْدَةِ: الآية ٢٤. (٣) سُوْرَة مُحَمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) : الآية ١٧. (٤) سُوْرَة التَّغَابُن: الآية ١١.