لقد تقدم معنا في المطلب الأول أنهم جاءوا إلى موسى يتبرمون ويتوجعون من إيذاء الفراعنة وتعذيبهم لهم، وهنا أوصى موسى قومه بالصبر قائلًا:{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(١) ، وجاء الأمر من الله - سبحانه وتعالى - لبني إسرائيل بإقامة الشعائر والصلوات، ومواصلة الصبر وانتظار الفرج - وهم على ذلك الحال الشديد من التعذيب والاضطهاد - وما ذلك من الله - سبحانه وتعالى - إلا ليبلو صبرهم ومحافظتهم على دينهم؛ وهم يفتنون عنه بكل أنواع العذاب.