والغلبة أعلى من النصر فهي تزيد عليه بالقوة مع القهر والشدة (١) ، فهي رتبة أعلى ومرحلة يصل بها التمكين إلى مشارف الكمال ولقد تكفل بها الله - سبحانه وتعالى - لرسله وجنده المؤمنين. قال - تعالى -: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}(٢) . وقال - سبحانه -: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}(٣) .
وقد حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين:-
١- غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم.
٢- غلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لمن أمر بالقتال منهم.
لكن أغلب معاني الغلبة في القرآن الكريم غلبة بالسيف والسنان، كقوله - تعالى -: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}(٤) ، {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}(٥) الآية.
(١) انظر معجم مقاييس اللغة (٤ / ٣٨٨) . (٢) المجادلة: ٢١. (٣) الصافات: ١٧٣. (٤) الأنفال: ٦٥. (٥) آل عمران: ١٢.