وأضعاف أضعاف ذلك من عمومات القرآن المقصودُ عمومها، التي إذا أُبطِل عمومها بَطَلَ مقصود عامَّة القرآن. ولهذا قال شمس الأئمة السرخسيُّ (٣): «إنكار العموم بدعة حدثت في الإسلام بعد القرون الثلاثة»(٤).
[ب ٩٠ ب] وأمَّا خطؤهم من جهة المعنى، فلأن الله سبحانه إنما علَّق الثواب والعقاب على الأفعال المقتضية له اقتضاءَ السبب لمسببه، وجعلها
(١) أخرجه البخاري (٤٩٦٣) ومسلم (٩٨٧) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) معنى جامعة: أي عامة لجميع أفعال الخير، ومعنى فاذة: منفردة قليلة المِثْل في بابها. «مشارق الأنوار» (٢/ ١٥٠) و «مطالع الأنوار» (٥/ ٢٠٧). (٣) الإمام شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي الحنفي صاحب «المبسوط» توفي في حدود سنة خمسمائة. ترجمته في «الجواهر المضية» للقرشي (٢/ ٢٨ - ٢٩) و «تاج التراجم» لابن قطلوبغا (ص ٢٣٤ - ٣٢٥). (٤) لم نقف عليه.