وقال غيرهُ:"لا يُعرفُ الحلمُ إلَّا ساعَةَ الغضب"(٣).
* تتمَّات:
إحداها: لا يخفى أن هذا الغضب الدُّنيوي، أمَّا الدِّيني فَمَطْلوبٌ، فقد كان الشَّارع -صلوات الله وسلامه عليه- يغضَبُ إذا انْتُهِكت الحُرُمات، لا يقومُ لغضَبِهِ شَيءٌ حتَّى ينتصرَ للحقِّ، وإذا غَضِبَ أعرضَ وأَشَاحَ، وكان من حاجبيه عَرَقٌ يَدرُّهُ الغضب، وهذا معَ كَوْنِهِ أحلَمَ النَّاس وأكثرهم صَفْحًا واحتِمالًا، وهذا نهاية الكمال: الغضبُ في مَوْضِعِهِ، والحِلمُ في موضعهِ.
إذا قيل حِلْمًا قال: للحِلمِ مَوْضِعٌ ... وحِلمُ الفَتَى في غَيْرِ مَوْضِعِهِ جَهْلُ
= واللفظ الذي ذكره المؤلف هو من رواية ابن عمرو - رضي الله عنهما -: رواه أحمد (١١/ ٢١١ وقم ٦٦٣٥)، وابن حبان (١/ ٥٣١ رقم ٢٩٦) والحديث فيه ابن لهيعة، لكن تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبان. (١) رواه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٢٧)، والبيهقيّ في "الشعب" (١١/ ٥٢ رقم ٨١٦٠). (٢) انظر: "ديوانه" (٢٦). (٣) جاء عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما في "بهجة المجالس" (١/ ٣٧٥) لابن عبد البر.