ويروي الحاكم وغيره بسند صحيح عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ بعمّار واهله، وهم يعذّبون، فقال:"أبشروا آل عمار، وآل ياسر، فإِن موعدكم الجنّة"(١)!
قال ابن إسحاق: كانت بنو مخزوم يخرجون بعمّار بن ياسر وبأبيه وأمه، وكانوا أهل بيت إسلام، إذا حميت الظهيرة، يعذّبونهم برمضاء مكّة، فيمرّ بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول فيما بلغني:"صبراً آل ياسر، موعدكم الجنّة"
فأما أمّه فقتلوها، وهي تأبى إلا الإِسلام (٢)!
ويروي الشيخان وغيرهما عن خبّاب - رضي الله عنه - قال (٣): كنتُ قَيْناً في الجاهليّة، وكان لي على العاص بن وائل ديْنٌ، فأتيتُه أتقاضاه، قال: لا أُعطيك حتى تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث! قال: دَعْني حتى أموت وأبْعث، فسأوتَى مالاً وولداً فأقضيك،
(١) الحاكم: ٣: ٣٨٨، ٣٨٩، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وانظر: ابن هشام: ١: ٣٩٥، وذكره الهيثمي: المجمع: ٩: ٢٩٣، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، وقال الألباني: حسن صحيح: فقه السيرة: الغزالي: ١٠٧، ١٠٨، وانظر: الفتح الرباني: ٢٠: ٢٢٠، والبيهقي: الدلائل: ٢: ٢٨٢. (٢) ابن هشام: ١: ٣٩٥، وانظر: البيهقي: الدلائل: ٢: ٢٨٢، والإصابة: ٦: ٣٣٢، ٣٣٣ (٩٢٠٩). (٣) البخاري: ٣٤ البيوع (٢٠٩١)، وانظر (٢٢٧٥، ٢٤٢٥، ٤٧٣٢، ٤٧٣٣، ٤٧٣٤، ٤٧٣٥)، ومسلم (٢٧٩٥)، وأحمد: ٥: ١١٠، ١١١، والطيالسي (١٠٥٤)، والترمذي (٣١٦٢)، والنسائي: التفسير (٣٤٢)، والطبري: التفسير: ١٦: ١٢٠، ١٢١، والطبراني: الكبير (٣٦٥٠، ٣٦٥١، ٣٦٥٢، ٣٦٥٣، ٣٦٥٤)، والبيهقي: ٦: ٥٢، والدلائل: ٢: ٢٨٠، ٢٨١، والبغوي: التفسير: ٣: ٢٠٧، ٢٠٨، وابن حبان (٤٨٨٥).