جاء في رواية للبخاري وغيره في حديث بدء الوحي:(.. وفتر الوحي فترة، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً، كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل، لكي يلقي منه نفسه، تبدّى له جبريل فقال: يا محمد، إِنك رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع، فإِذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإِذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل، فقال له مثل ذلك)(١)!
[٤٣ - البلاغ في الميزان]
قال ابن حجر (٢): قوله (وفتر الوحي فترة، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا)، هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل ويونس، وصنيع المؤلف -أي البخاري- يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه، فساق الحديث إلى قوله (وفتر الوحي)، ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري، فقال:(وفتر الوحي فترة حتى حزن ..) فساقه إلى آخره!