لأن التسبيح إنما يكون عند الأمور العظام، ولو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء!
ولمَّا بادرت قريش إلى إنكاره -كما أسلفنا- ولأن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد -كما عرفنا- ولو كان مناماً لم يقل {بِعَبدِهِ} بل (بروح عبده)!
قال ابن حجر: ولا ينبغي العدول عن ذلك؛ إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل! (١)
قال السيوطي: ولأنه حمل على البراق، والرّوح لا تحمل، وإنما يحمل البدن! (٢)
وقال ابن القيّم: أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجسده على الصحيح، من المسجد الحرام إلى بيت المقَدس، راكباً على البراق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلّى بالأنبياء إماماً! (٣)
(١) فتح الباري: ٧: ١٩٧. (٢) الآية الكبرى: ١٠٥. (٣) زاد المعاد: ٣: ٣٤.