بلغتم ذروته (١)، فإِن رجع عن دينه، وإِلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال:
اللهم! اكفِنِيهمْ بما شئت، فرجَفَ بهم (٢) الجبل، فسقطوا!
وجاء يمشي إِلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال:
كفانيهم الله، فدفعه إِلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرقُور (٣)، فتوسّطوا به البحر، فإِن رجع عن دينه، وإِلا فاقذفوه، وذهبوا به، فقال: اللهم! اكْفِنِيهمْ بما شئت، فانكفأت بهم السفينة (٤)، فغرقوا، وجاء يمشي إِلى الملك، فقال له الملك:
ما فَعَل أصحابك؟ قال:
كفانيهم الله، فقال للملك:
إِنك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما آمُرُك به، قال: وها هو؟ قال:
تجمع الناس في صعيد واحد (٥)، وتَصلبُني على جذع، ثم خُذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس (٦)، ثم قُلْ: بسم الله! ربِّ الغلام!
ثم ارمني، فإِنك إِذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيدٍ واحد،
(١) ذروة الجبل: أعلاه! (٢) أي اضطرب وتحرك حركة شديدة! (٣) أي السفينة الصغيرة، وقيل: الكبيرة، واختار القاضي الصغيرة. (٤) أي انقلبت! (٥) الصعيد هنا: الأرض البارزة! (٦) كبد القوس: مقبضها عند الرمي!