ضرب من التشبُّه بالنساء، وتعمّد الفساد، إلا أن يكون ذلك عادة، (وزِيًّا)(١) لأهل البلد، (وعَامًّا فيهم أو في أكثرهم)(٢) أو عادة لقوم منهم.
وقال محمد بن الحسين الآجري (٣): وعلى الإِمام أن ينهى الغلمان أن يظهروا (زيَّ)(٤) الفسّاق، ولا يصحبوا أحدًا ممن يُشار إليه بأنه يتعرض للغلمان، وكذلك الآباء: عليهم أن ينهوا أبناءهم عن زي الفسّاق وصحبتهم؛ ذكر ذلك في كتاب:"تحريم الفواحش" له.
والقول بمنعهم من التشبُّه بالنساء مطلقًا هو الصواب، كما تُنهى المرأة مطلقًا عن التشبه بالرجال، والله أعلم.
* * *
فصل
الإناث على قسمين: مكلّفات، وغير مكلّفات
(١٤) - مسألة: غير المكلَّفات: الكلام فيهن كالكلام في غير المكلَّفين، كما لا يؤمر منهم أحد، لا تؤمر منهنّ واحدة، ولكن يؤدّبن ويُدَرَّبن وينشَّأن على التَّحفُّظ والإستتار، ويجب على الآباء فيهن مزيد: وهو أن يحفظوا عوراتهن.
= والطرر: جمع طرة، وتجمع أيضًا على: طرات وطرار وأطرار، والمعنى: أن تقطع الجارية في مقدم ناصيتها كالعلم تحت التاج. (١) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "وربما"، وهو تصحيف. (٢) في الأصل: "وعلمائهم وفي أكبرهم"، والتصويب من "المختصر". (٣) الإمام المحدث القدوة، أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الآجري، مصنف كتاب "الشريعة" و"الأربعين"، قال الخطيب: كان ديِّنًا ثقة، له تصانيف، توفي -رَحِمَهُ اللهُ- بمكة في المحرم سنة ستين وثلاثمئة. انظر: تذكرة الحفّاظ: ٣/ ٩٣٦. (٤) في الأصل: "زنا"، والأظهر: "زي" كما في "المختصر".