آخر:«فانسللت منه»(١)، وروي في هذه اللفظة أيضا:«فانبخست منه»(٢)؛ من البخس الذي هو النقص، وقد استبعدت هذه الرواية، ووجهت -على بعدها- بأنه اعتقد نقصان نفسه بجنابته عن مجالسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو مصاحبته؛ لاعتقاده نجاسة نفسه، هذا، أو معناه، انتهى (٣).
قال القاضي أبو بكر بن العربي: ويروى: «فانتجست»(٤) - بالنون ثم التاء المعجمة باثنتين فوق -، المعنى: اعتقدت نفسي نجسا، ومعنى «منه»: من أجله؛ أي: رأيت نفسي نجسا بالإضافة إلى طهارته وجلالته (٥).
وقال بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني كنت جنبا (٦). وقد يقال: جنبان،
(١) رواه ابن حبان في صحيحه (١٢٥٩). (٢) كذا للأصيلي وأبي الحسن القابسي والنسفي والمستملي، كما ذكر القاضي عياض في مشارق الأنوار (١/ ٧٨). (٣) انظر: شرح عمدة الأحكام لابن دقيق (١/ ٨٩). (٤) ذكرها الحافظ رشيد الدين بن العطار في كتابه غرر الفوائد المجموعة (ص: ١٨٤). (٥) انظر: عارضة الأحوذي لابن العربي (١/ ١٨٥). (٦) رواه أبو داود (٦٨)، كتاب: الطهارة، باب: الماء لايجنب، والنسائي (٦٥)، كتاب: الطهارة، باب: ماجاء في الرخصة في ذلك، وابن ماجه (٣٧٠)، كتاب: الطهارة، باب: الرخصة بفضل وضوء المرأة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: اغتسل بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في جفنة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- =