فيه: استحبابُ التعبير باللفظ الحسنِ عن اللفظ الشنيع، إن تدعُ لذلك ضرورة شرعية.
ع: فيه: ما أُوتي الأنبياءُ من القوة على هذا، وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يدور على نسائه في ليلة (١)، وهذا كلُّه (٢) يدلُّ على أنها فضيلة في الرجال، ودليلٌ على صحة الذكورية، والإنسانية، ولا يعترض على هذا بقوله -تعالى- في يحيى -عليه الصلاة والسلام-: {وَحَصُورًا}[آل عمران: ٣٩]، فقد قيل: حصورٌ عن (٣) المعاصي ممسك عنها.
وقوله:"تلدُ كلُّ واحدة منهن غلامًا" يدلُّ على أن أُمنيتَه وقصدَه إنما كانا للَّه تعالى، لا لغرض دنيوي.
قال بعض المتكلمين: نبَّه -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث على آفة التمني، وشؤم الاختيار، والإعراض عن التسليم والتفويض، قال: ومن آفة التمني نسيانه (٤) الاستثناء، أو إنساؤه إياه، فيمضي فيه قدرٌ بمعنًى سابق، بأن (٥) ولدته شق إنسان (٦).
(١) في "ت": "ليلته". (٢) "كله" ليس في "ت". (٣) في "ت": "مصونًا على". (٤) في "خ": "نسيان". (٥) في "خ": "وإن". (٦) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٤١٧).