تقضي تعاليم الإسلام بأنه يجب على المسلم طلب الحلال وتحريه، ولا سيما في مجال الكسب، كي يسلم وينجو من عذاب الله تعالى، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: ١٦٨].
وقال تعالى:{وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا}[المائدة: ٨٨]. وقال أيضا:{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا}[النحل: ١١٤].
وقيل في قوله تعالى:{فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا}[الكهف: ١٩] يعني أحل طعاماً (١).
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طلب الحلال واجب على كل مسلم»(٢).
ففي الآيتين والحديث: الحث على طلب الحلال كسباً وتناولاً، على سبيل الوجوب، إذ هو مقتضى الأمر عند إطلاقه.
والكون كله بسمائه وأرضه وبحره، ميدان فسيح مسخر لهذا الحلال.
(١) الإمام البغوي: شرح السنة، ج ٨ ص ٥. (٢) رواه الطبراني في الأوسط كما قال الحافظ الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر، وحسنه في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الفكر العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية ١٩٦٧ م ج ١ ص ٢٩١، وضعفه المحدث الألباني من رواية مسند الفردوس كما في ضعيف الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير ج ٤ ص ١١ رقم ٣٦٢٤، وراجع علي المنتقي، كنز العمال ج ٤ ص ٥ رقم ٩٤٠٤.