وذكر الجماعة لحذف هذه النون شرطا آخر، وهو أن تكون اللام ظاهرة أي غير مدغمة في ما بعدها، فلا يقال في من الظّالم: م الظّالم، ولا من اللّيل: م الليل، قالوا (٣): ونظير ذلك حذف نون: بني فإنهم قد يحذفونها إذا كان بعدها لام ظاهرة، فتقول في بني الحارث بلحارث، ولا يقولون في بني (٤) النجار: بلنجار (٥)، وقال الشيخ: قول
المصنف:(وربّما) يعطي أن حذف نون من قبل حرف التعريف قليل، وليس كذلك، بل قدّروا ذلك كثيرا في أشعار العرب، قال: ويجوز في سعة الكلام أيضا. (٦) انتهى.
وقوله: وتكسر مع غيره أي مع غير حرف التعريف ظاهر، وذلك نحو: من ابنك و: من انطلاقك و: من اسم زيد نبّه على أن الكسر معه أي مع حرف التعريف أقل من الفتح من غير حرف التعريف يعني أن الكسر في نحو: من الرّجل أضعف من الفتح من نحو: من ابنك، وأما نون عن فتكسر مطلقا، أي مع حرف -
- الخمر بالمؤنث في قوله: ممزوجة. قال السجستاني: الخمر مؤنث، وقد يذكرها بعض الفصحاء. وانظره في: اللسان (خمر)، والمذكر والمؤنث للفرّاء (ص ٨٣)، والمذكر والمؤنث للأنباري (ص ٣٣٨)، والمخصص (١٧/ ١٩)، وديوانه (ص ٥). (١) من الرمل لم أعرف قائله، والاستشهاد به في قوله: «ملميت» حيث حذفت نون «من» وأصله: من الميت. وهو في: التذييل (٥/ ٢٤٥) (ب). (٢) من الطويل لم أعرف قائله، والاستشهاد به في قوله: (ملفراق) حيث حذفت نون (من) وأصله (من الفراق). وانظره في التذييل (٥/ ٢٤٥). (٣) القائل بذلك هو أبو حيان. راجع التذييل (٥/ ٢٤٥). (٤) قال سيبويه (٤/ ٤٨٤) ومن الشاذ قولهم في بني العنبر وبني الحارث: بلعنبر، وبلحارث بحذف النون، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة وانظر: معجم القبائل (١/ ٢٣١)، وابن جماعة (١/ ٢٧٧). (٥) من قوله قبل: (يرد به أن النون ...) إلى هنا منقول من التذييل دون إشارة. وانظر: التذييل (٥/ ٢٤٥) (ب). (٦) المرجع السابق (٥/ ٢٤٦) (أ).