(١) أخرجه البخارى (٥٠٧) ومسلم (٥٠٢) فإن قيل: أليس قد نهى الله - تعالى - عن الصلاة في معاطن الأبل؟ ؟ قلنا بلى، ولا معارضة بين حديث المذكور أعلاه وهذا النهى، فإنَّ النهى إنما هو عن الصلاة في مكان تجمع الأبل؛ لأنها مأوى الشياطين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله عز وجل" (أخرجه أحمد والحاكم، وصححه الألباني) فَلا يُؤْمَنُ أَنْ تَنْفِرَ فَتَشْغَلَ قَلْبَ الْمُصَلِّي، أَوْ تُفْسِدَ عَلَيْهِ صَلاتَهُ، وَالنَّهْيُ عَنِ الصَّلاةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ لِمَا فِيهَا مِنَ النِّفَارِ، فَلا يُؤْمَنُ أَنْ تَنْفِرَ فَتَشْغَلَ قَلْبَ الْمُصَلِّي، أَوْ تُفْسِدَ عَلَيْهِ صَلاتَهُ، ويُحْمَلُ مَا وَقَعَ مِنْه - صلى الله عليه وسلم - من الصَّلَاةِ إِلَيْهَا عَلَى حَالَةِ الضَّرُورَةِ في السفر، حيث لم يجد ما يستتر به، وَنَظِيرُهُ صَلَاتُهُ إِلَى السَّرِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَرْأَةُ لِكَوْنِ الْبَيْتِ كان ضيقاً، وانظر فتح الباري (١/ ٥٨١) ومعالم السنن (١/ ١٤٩) وشرح السنة (٢/ ٤١٠) (٢) أخرجه أحمد (١٣٩٨٣) والبخاري (٦٢٥) ومسلم (٨٣٧) ومعنى: يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ: أي تسارعوا إليها، والسوارى جمع السارية وهى الأسطوانة، أى يقف كل واحد خلف أسطوانة؛ لئلا يمر بين يديه في صلاته أحد. (٣) أخرجه أبو داود (٦٩٥) والنسائي (٦٤٨) وصححه الألباني. (٤) انظر شرح مسلم للنووى (٢/ ٤٦٢) وعون المعبود (٢/ ٩١٩) وفتح العلَّام (١/ ٢٠٢)