[المسألة السابعة: في الكلام على تصريف "اسم"]
اعلم: أن "اسما" وزنه "افْعٌ"، والذاهب منه الواو؛ لأنه من سَمَوْتُ، وجمعه أسماءٌ، وتصغيره سُميٌّ، واختلف في تقدير أصله: فقيل: فِعْلٌ -بالكسر-. وقيل: فُعْلٌ -بالضمّ-. قال الجوهريّ: وأسماء يكون جمعًا لهذا الوزن، وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع، وقُفْل وأَقْفَال، وهذا لا تُدرك صيغته إلا بالسماع.
وفيه أربع لغات: "اسم" -بالكسر، و"اسمٌ". قال أحمد بن يحيى: من ضَمَّ الألف أخذه من سَمَوت أَسمُو، ومن كسره أخذه من سَمَيتُ أَسمِي. ويقال: "سِمٌ"، و"سُمٌ"، ويُنشَدُ:
وَاللهُ أَسْمَاكَ سُمًا مُبَارَكَا ... آثَرَكَ اللهُ بِهِ إِيثَارَكَا
وقال آخرُ:
وَعَامُنَا أَعْجَبَنَا مُقَدّمُهْ ... يُدْعَى أَبَا السَّمْحِ وَقِرْضَابٌ سُمُهْ
مُبْتَرِكًا (١) لِكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ
قَرضب الرجلُ: إذا أكل شيئًا يابسًا، فهو قِرْضَابٌ. "سمه" بالضمّ والكسر جميعًا. ومنه قول الآخر:
بِاسْمِ الَّذِي فِي كُلِّ سُورَةٍ سِمُهْ
وسُكنت السين من "باسم" اعتلالًا على غير قياس، وألفه ألف وصلٍ، وربّما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة، كقول الأحوص:
وَمَا أَنَا بِالْمَخْبُوسِ فِي جِذْمِ مَالِكٍ ... وَلَا مَنْ تَسَمَّى ثُمَّ يَلْتَزِمُ الإِسْمَا
ذكره القرطبيّ رحمه اللهُ تعالى (٢).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: أوصل بعضهم لغات الاسم إلى ثماني عشرة لغةً، ونظمها بقوله [من الطويل]:
سِمٌ سِمَةٌ وَاسْمٌ سِمَاةٌ كَذَا سِمَا ... سِمَاءٌ بِتَثْلِيثٍ لأَوَّلِ كُلِّهَا (٣)
وتقول في النسب إلى الاسم: سُمويّ، وإن شئت: اسْمِيٌّ، تركته على حاله،
(١) رجلٌ مبترك: معتمِدٌ على الشيء، مُلِحّ، و"يلحمه": ينزع عنه اللحم.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ج ١ ص ١٠٠ - ١٠١.
(٣) راجع حاشية الخضريّ ج ١ ص ٢٩.