وقوله:(بِمِثْلِهِ) أي: بمثل حديث حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين.
وقوله:(وَزَادَ. . . إلخ) الفاعل ضمير شعبة.
وقوله:(فَقَالَ: بَهْ بَهْ) قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هو بموحّدة مفتوحة، وهاء ساكنة، وقيل: معناه: مَهْ مَهْ، وهو زجزٌ، وكفٌّ، وقال ابن السكّيت: هي لتفخيم الأمر، بمعنى بَخْ بَخْ. انتهى (١).
وقال القاض عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "بَهْ بَهْ" إما أن يكون بمعنى مَهْ مَهْ زجرًا، وقد جاء ذلك، والباء تُبدل من الميم كثيرًا، أو يكون من قولهم: رجل بَهْبَهيّ (٢)، وهو الجسيم الجريء، لا سيّما مع قوله:"إنك لضخم"، أو تكون حكايةً لاعتراضه عليه، وكلامه له من بهبهة الفحل في هديره. انتهى (٣).
وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قيل: هي بمعنى بَخْ بَخْ، يقال: بَخْبَخَ، وبَهْبَهَ، غير أن الموضع لا يَحْتَمله إلا على بُعْد؛ لأنه قال:"إنك لضخم"، كالمنكر عليه، وبَخْ بَخْ لا يقال في الإنكار. انتهى (٤).
وقال في "القاموس": "بَهْ بَهْ": كلمة تقال عند استعظام الشيء، أو معناه: بَخ بَخ. انتهى (٥).
(١) "شرح النوويّ" (٦/ ٣٤). (٢) وقع في النسخة: "بهيّ" والصواب كما في "القاموس": بهبهيّ. (٣) "إكمال المعلم" ٣/ ١٠٤ - ١٠٥. (٤) "النهاية" ١/ ١٦٩. (٥) "القاموس المحيط" ٤/ ٢٨١.