(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَفَلَا جَعَلْتَهُ) أي المبلول (فَوْقَ الطَّعَامِ؛ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ) وفي رواية أبي عوانة: "أفلا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس"، أي لأجل أن يروه، فلا يكونوا مخدوعين (مَنْ) شرطيّة (غَشَّ) الغشّ: ضدّ النصيحة، وهو بكسر الغين المعجمة، يقال: غَشَّهُ يغُشّه غِشًّا، وأصله من اللبن المغشوش، أي المخلوط بالماء تدليسًا، قاله القرطبيّ (٤).
وقال الفيّوميّ: غَشّه غَشًّا، من باب قتل، والاسم الغِشّ بالكسر: لم يَنْصَحه، وزيّن له غير المصلحة، ولبنٌ مغشوشٌ: مخلوط بالماء. انتهى (٥).
(فَلَيْسَ مِنِّي") كذا في الأصول بلفظ "منّي"، وهو صحيح (٦)، ولفظ أبي نُعيم في "مستخرجه": "من غشّنا فليس منّا"، وعند أبي عوانة:"من غشّ فليس منّي، من غشّ فليس منّي"، مكرّرًا، ولفظ أبي داود، وابن ماجه:"ليس منّا من غشّ".
قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في "سننه": حدثنا الحسن بن الصباح، عن عليّ، عن يحيى، قال: كان سفيان يَكره هذا التفسير: ليس مِنّا: ليس مثلنا. انتهى (٧).
(١) سُمّي معوِّد الحكماء؛ لقوله في هذه القصيدة: أُعَوِّدُ مِثْلَهَا الْحُكَمَاءَ بَعْدِي … إِذَا مَا الْحَقُّ فِي الْحَدَثَانِ نَابَا انتهى. "لسان العرب" ١٤/ ٣٩٩. (٢) ويروى: "إذا نزل السماء … إلخ". (٣) راجع: "لسان العرب" ١٤/ ٣٠٩٩. (٤) "المفهم" ١/ ٣٠٠ - ٣٠١. (٥) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٧. (٦) "شرح النوويّ" ٢/ ١٠٩. (٧) أخرجه أبو داود في "سننه" بسند صحيح برقم (٢٩٩٥).